السبت، 6 يونيو 2009

مبادرة سلام أمريكية

أعلن الرئيس الأمريكى بارباك أوباما اليوم مبادرة سلام من نوع خاص ومتميز مع العالم الأسلامى والعربى تقوم على الاحترام المتبادل ونبذ العنف والتطرف واقرار مبادىء حقوق الانسان بهدف ترسيخ مفهوم الحرية والمساواة بين شعوب العالم . وجاء هذا الاعلان من القاهرة بلد السلام والتى سبق وأن أعلن منها الرئيس الراحل انور السادات مبادرته للسلام مع اسرائيل, والتزام القيادة السياسية المصرية ببنود هذه المعاهدة لأكثر من ثلاتين عاما جعل من مصر وشعبه منبر اشعاع للسلام اقليميا ودوليا ,والحقيقة أن الخطاب يحمل افكارا عملية وانتصارا للسلام والعدل على العنف والظلم . و بدون مجاملة لطرف على حساب طرف آخر أعلن عن مساندته لقيام دولة فلسطينية وأقر بحق اسرائيل فى الوجود. وأكد على ضرورة ان تحافظ القيادات على السلطة من خلال الاجماع وليس الاكراه ومن واجبها ان تحافظ على حقوق الأقليات ان روح الود و السلام المتألقة فى شخص الرئيس الأمريكى واجهت بشجاعة شكوك المتطرفين من الجانبين الأمريكى والاسلامى ووضعت الجميع امام انفسهم لطرح تساؤل واحد وهو هل ننشد سلاما حقيقيا وعادلا أم أننا نرغب فى ان نظل عبيدا وأسرى لأفكار الظلم والعنف . ويرى معظم المحللين السياسيين الفرصة فى وجود اوباما فى البيت الأبيض لانهاء صراعات عديدة لأنه رجل لديه حكمة الشيوخ وحماس الشباب وروح السلام عن طريق التشاور والحوار المتبادل مع قبلة السلام مصر . ونحن كمنظمة حقوقية نرى فى خطاب فخامة الرئيس اوباما دعما وترسيخا وتفعيلا لمبادىء حقوق الانسان لان حق الفلسطينيين فى اقامة دولتهم وحقوق الأقليات وحرية العقيدة ونبذ الظلم والعنف جميعها جزء لا يتجزء من حقوق الانسان وانتهاك الجزء هو بمثابة انهيار للكل . ونؤكد اننا كمنظمة حقوقية مدنية غير حكومية نعمل جنبا الى جنب وبالتنسيق مع كافة اجهزة الدولة لتفعيل ونشر وترسيخ مبادىء حقوق الانسان وهى الضمان الحقيقى والدائم للأستمرار فى السلطة ومن واقع ايماننا الشديد بالعناصر الكثيرة الفعالة والمخلصة ممن هم فى موقع المسئولية فى وطننا العزيز مصر فاننا لا ندخر جهدا من اجل مساندة مجهوداتهم الفعالة من اجل ارساء مبادىء الديموقراطية وتفعيل مبادىء حقوق الانسان والحفاظ على الحريات وصونها . والمراقب الجيد للأحداث الاقليمية والتطورات العالمية يرى ان القيادات العليا الحالية فى مصر لديها الآن الشجاعة والحكمة والقدرة على تفعيل وترسيخ مبادىء الحرية دون فوضى ونشر وعى ثقافة حقوق الانسان دون قهر او ظلم للمضى قدما نحو تحقيق وعود فخامة الرئيس حسنى مبارك بخلق مجتمع افضل للأجيال القادمة لأنه بدون تفعيل مبادىء حقوق الانسان و الحفاظ على الحريات لا تتقدم الدول بل ان كل رفاهيات الأمم لا تغنى شعوبها عن الحرية وكل تعاطف العالم ودعمه لا يوازى حقوقا مسلوبة ونحن من موقعنا نؤكد ان الحرية لم تكن ابدا مبررا للفوضى والحقوق ليست مبررا للجريمة . وقد نال خطاب اوباما استحسان غالبية الشارع المصرى والعالم الاسلامى باستثناء فئة قليلة شككت فى النوايا الأمريكية من وراء هذا الخطاب الجرىء والواضح المعالم كما يرى الأقباط ان الخطاب سلط الضوء على القضايا الهامة ببساطة وذكاء دونما اهمال للصراعات العرقية التى تؤرق البشرية مثل ما حدث فى البوسنة وما يحدث فى دارفور وفلسطين ,ويرى الشارع القبطى ان تنويه اوباما عن حقوق الأقليات الموارنة فى لبنان والأقباط فى مصر ومسلمى دارفور فى السودان يؤكد ان نظرة الولايات المتحدة الأمريكية لحقوق الأقليات و صون حريتهم فى ممارسة عقائدهم لا ترتبط بديانة معينة ولكن بمبدأ انسانى خالص النقاء ثابت بمقتضى ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الانسان , وهذا العدل والمساواة تتناسب مع كافة الشرائع السماوية التى تهدف فى مجملها الى صون حرية وحقوق الانسان وتكريمها للنفس الانسانية جمعاء دون افضلية الا بالتقوى . واخيرا ننتظر ان تحمل الأيام القادمة تطورا يتناسب مع ما ورد فى هذا الخطاب الذى يحمل مبادرة سلام حقيقية من اجل تقدم الأمة نحو مزيد من الرخاء والحرية والسلام . عزت لوكاس المستشار القانونى والاعلامى لفرع منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الانسان بالبحر الأحمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق